العثور على قصر يوليسيس بعد 3000 سنة على عودته الى مملكته

المعروف ان يوليسيس في اوديسة هوميروس احتاج الى عشر سنوات للعودة الى مملكته في جزيرة ايكاثا بعد سقوط طروادة. وخلال رحلة العودة تحطمت سفينته مرتين وصادف ماردا يرى بعين واحدة في منتصف وجهه ولاقى روح أمه وقاوم اغراء حوريات البحر قبل ان يعود الى ايكاثا حيث وجد زوجته بنيلوب يتربص بها طامعون في يدها غزوا بلاطه.

وبمساعدة والده ليرتس وابنه تيليماخوس ينتصر يوليسيس على غرمائه ويستعيد ملكته ومملكته.
رغم هذه التفاصيل العجيبة في الملحمة اليونانية أصر فريق من علماء الآثار على ان القصة تستوحي احداثا وقعت فعلا، وانهم اكتشفوا قصر يوليسيس في جزيرة ايكاثا قبالة الساحل الشمالي الغربي اليوناني.
بعد نحو ثلاثة آلاف عام على عودة يوليسيس اعلن فريق الآثاريين من جامعو ايوانينا اليونانية انهم عثروا على خرائب مبنى ذي ثلاثة طوابق وسلَّم منحوت من الحجر وكِسَر اوان خزفية. كما عثروا في المجمع على بئر يعود تاريخه الى القرن الثامن قبل الميلاد، وهي الفترة التي يُعتقد ان يوليسيس تربع فيها على عرش ايكاثا.
وأكد العلماء ان الموقع ينطبق عليه وصف هوميروس للمنظر الذي ينداح امام الرائي من قصر يوليسيس بكل تفاصيله.
وكان العلماء اليونانيون امضوا 16 عاما يحفرون في هذا الموقع ومن المتوقع ان يُقابل اعلانهم عن اكتشاف قصر يوليسيس بالشك من جانب باحثين آخرين يعتقدون ان الأوديسة وشخصيات أخرى في اليادة هوميروس مثل هكتور وأخيل شخصيات خيالية محضة. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن عالم الآثار الايطالي ادريانو لا ريجينا قوله ان الاكتشاف مثير للاهتمام الى حد ما سواء أكانت له علاقة بقصة يوليسيس أو لم تكن ولكن الأهم هو العثور على القصر الملكي.
وقال الباحث البريطاني روبرت بيتلستون ان وصف هوميروس لا يصح على تضاريس الجزيرة وان ايكاثا القديمة تقع في شبه جزيرة باليكي التي كانت ذات يوم منفصلة عن جزيرة سيفالونيا بقناة بحرية لكنها التحمت بالجزيرة بعدما رُدمت القناة بانهيارات صخرية احدثتها الزلازل الأرضية.
من المتوقع ان يستمر السجال بين العلماء ولكن ملحمة هوميروس ستبقى اثرا ادبيا لا مراء في سحر خياله.